فيشي
الى الغوث الشعبي الفرنسي

منذ سنتين وانا اصحب فيروز الى استوديو الرقص الكلاسيكي وسط المدينة وهو ملتقى البرجوازية المحلية، لااحد يكلمني الا امراة سوداء البشرة تتحدث الاسبانية
اليوم تقدمت الي المدام جيلي ، اعتى الصامتات في الاستوديو بالطبع، تقدمت وقالت
ـفستانك جميل جدا
ـ شكرا اعرف
ـانه فيشي حقيقي
ـ اعرف انه فيشي حقيقي
ـ اين اشتريته؟ في المدينة لايوجد محل بهذه الفخامة
ـ انا اتسوق من باريس ياسيدتي، من شارع مونتان
المدام جيلي اعطتني رقم هاتفها وعنوان القصر الذي تسكنه ودعتني لحضور امسيات الموسيقى الكلاسيكية التي تقام في شاطوهات المنطقة وسعدت حين قدمت لها رفائيل وهو مغني اوبرا
نظرت الى المدام جيلي والضحك يغلبني ففستاني فيشي حقيقي وقصة اصلية كما كل ملابسي، لكنني اشتريته من الغوت الشعبي الملاصق لاستوديو الرقص وهما عالمان يتجاوران في الواقع ولايلتقيان الا معي
الفستان كلفني خمسين سنتيما دفعها رفائيل لانه لم يعجبني لكنني لبسته لارضيه فقط فثوب فيشي عبارة عن مربعات تشبه مريلة المطبخ وقصاته كلاسيكية جدا وانا البس كوول،
بفضل فستان خمسين سنتيما سادخل عالم البرجوازية المحلية ، لماذا لم تتعرف المدام جيلي على ثوب الجيرزي والبوبلين والاثواب الافريقية التي اداوم على حملها واللان الطبيعي الذي ارتديه منذ ايام الصويرة؟
المدام جيلي تعرفت فقط على فيشي، مقر حكومة بيتان، حكومة العار والتواطؤ مع الالمان، مرجعيتها هي فيشي حتى في الفساتين
الفضيحة هي ان البرجوازية جيلي ترتدي ثوبا غير اصلي وتنورتها مطوية الاحشاء بغير عناية وانا خياطة منذ سن الرابعة عشرة واقترحت عليها روتوشات ملابسها لكن خدماتي في هذا المجال مكلفة وتشكل اهم مدخول لي
المدام جيلي ترتدي عقدا مذهبا من الذهب المغشوش وعيني لاتخطؤه وانا تاجرت في الذهب المغشوش في فرنسا والمغرب للخروج من ورطة تاريخية هي زواجي الثاني،
في سهرتي مع الاصدقاء (نفس الاصدقاء طبعا) اخبرتهم عن لقائي مع فيشي واقترحت عليهم ان استدعيها للبيت، فقالت اولي، اكثرنا اناقة
ـ سوف لن اغتسل لايام وساحك راسي في حضرتها كاني بي قمل
وقال باسكال
ـ سوف اجعلها تدخن حشيشا لتضحك المسكينة
وقالت شارلوت
ـ ساعزف لها ناي الشيلي لتنسى الموسيقى الكلاسيكية
وقالت الوهرانية وهي برجوازية صغيرة
ـ وانا لااريد ان اراها فنحن لم نربي الخنازير معا
اضاءة
الوهرانية هي وعيي الراديكالي واهم شخصية في حياتي على الاطلاق