jeudi 16 avril 2009

الكتب للجميع

الى عبد الرحيم الخصار مع تحياتي للكاتب الحر
روت اختي فيما روت لي حين قدمت الى فرنسا طلبا للامان, روت ياسادة يانظار ان ابي في اول يوم لتقاعده النسبي استيقظ ذات صباح, دخن سيجارة كعادته, شرب القهوة فقط فهو لايفطر.
اتجه الى الصالة اللتي تتوسطها مكتبته الضخمة وشرع في افراغها من الكتب فهرع اخوتي الى العلب الكارتونية اللتي قي الدواليب وكنا دائما نحتفظ بالعلب الكرتونية على مرمى اليد تحسبا للرحيل.
اختي حين تحكي تقتل ضحكا وهي خرافة حقيقية في القدرة على الضحك فحين حكت لي مثلا حادث الاعتداء الشنيع اللذي تعرضت له في مراكش بالسيف وادى الى تمزيق جسدها وتناقلته الصحف والقنوات التلفزية حين حكت عن هذا الحادث فعلت ذلك كان الامر يتعلق باخر نكتة لهذا لم اتوقف عن الضحك حين قالت
-وددت ان ارد للجاني فقط طرف سيفه اللذي انغرس عميقا في راسي فلا شك سيفتقده لمتابعة عمليات التطهير.
اختي روت فيما روته حين قدومها الى فرنسا في هجرة امنية وطلب للتسليم . روت ان ابي هدئ من روع الجميع وقال لهم اجمعوا العلب الكارتونية فانا هنا لقاعدون.
ابي اخرج كل كتبه , وضعها على الرصيف وامتدت على طول شارع العلويين بتمارة امهات الكتب الدينية واهم مانتجته الفلسفة والادب المعاصر والعلوم الانسانية وغيرها من العلوم وقال للغادي والرائح
- تفضلوا فالكتب اليوم للجميع
- كدت اغضب لاني كنت ببساطة كنت دائما احلم بالاستيلاء على مكتبة ابي لكن اختي قالت
- - تمهلي , فابي كان يلبس لباس البيعة كاملا وقد جلس على الكرسي وراح يستقبل دعوات المتسوقين وكانت تحيط به هالة نور.
- استغربت كيف يلبس ابي لباس البيعة هذا وهو اللذي كان يذهب الى هذا الطقس كانه مساق الى المقصلة.
- اتدكر انه حين كان ابي يذهب الى البيعة في لباسه الابيض وطربوشه الوطني كنت اقعد امام جهاز التلفاز منتظرة ان المحه. لكنني لم اكن اراه بين المهرولين وكنت استمتع بطقس الهرولة هذا وكنت انظر الى هؤلاء المسؤولين الكبار في الدولة, المساكين يساقون كالنعاج فاشفق من حالهم واتخيلهم في مكاتبهم الفاخرة وهم يزعقون ويامرون الجميع قبل ان يساقوا الى طقس الركوع لرجل مثلهم يكاد يكون ظل الله في الارض. كنت انظر الى هؤلاء المهرولين يتعثرون في قشاشيبهم البيضاء وتسقط عنهم طرابيشهم الحمراء فيلتقطونها بسرعة البرق ليفسحوا مكانا لنعاج اخريات اقصد مسؤولين كبار في الدولة ليركعوا ويسجدوا بدورهم فهم امام الركوع سواسية. كنت اطمئن لعبقرية الشعب اللذي انا منه في خلق طقس كهذا وقد بحثت في تاريخ الانظمة السياسية ولم اجد له مثيلا في روعته .
كنت
- دائما اتساءل لماذا لاينقل مخرج مغربي هذا المشهد الى السينما فلن يكون بحاجة الى كاميرا متحركة لان مسؤولينا الكبار يتحركون بل ويهرولون ويكفيه كاميرا واحدة ليجعل من المشور السعيد مكانا خالدا في تاريخ السينما العالمي متجاوزا بذلك بيلي وايلدر ودينو ريزي في افلامهم الساخرة.
- في انتظار مخرج سينمائي يخلد طقس الهرولة المغربي روت اختي فيما روته ياسادة يانظار ان الجيران والذاهب والرائح اتوا على مكتبة ابي في ظرف ساعتين من الزمن
- وتاكد لي ان هذا الشعب يحب الكتب كلما استطاع اليها سبيلا.

2 commentaires:

  1. يهمني أن أكون أول المهنئين على استمرار هذه النافذة. تحياتي و متمنياتي لك بالتوفيق حتى نرى هذه الشهرازديات في كتاب
    محمد مسعاد

    RépondreSupprimer
  2. Je suis ravi de savoir que tu es la fourmi de la narration, tu n'abandonnes jamais un récit inchevé tu as l'entêtement des passionnés de mots. Laisse couler le flot intempestif de tes écrits pleins de vie (la vraie vie)
    Ahmed EL INANI

    RépondreSupprimer