jeudi 30 juillet 2009

جفرا دائما
الى عبد الله الكباريتي وهو يواجه حماس التي بلارب
اليوم واحد وعشرين يونيو وهو يوم عيد الموسيقى، كنت متعبة ولااريد الخروج لكن كزافيي الشاب الارستقراطي القادم من باريس من اجل بعض امور الارث اصر ان نخرج، اعتذرت لان في الغد فيروز معها مدرسة لكن اللعينة حملت قيثارتها الصغيرة واصرت ان تعزف في يوم عيد الموسيقى وتحججت بجرح يدها الذي لم يبرئ وقالت
ـ المعلمة لاتريد ان احضر الى المدرسة وانا مجروحة
عزمت امري وخرجنا وكانت المدينة كلها مهرجانا، فرق هنا وهناك وخشبات ومزات لذيذة وشراب لكل الاذواق.
اقترحت ان نذهب الى المطعم الذي تشتغل فيه دوروثي فغالبا ما ينظمون عيد موسيقى رائق كن اليوم كان يوم عطلة دورورثي لهذا فضلنا المشي الى ان وجدنا انفسنا امام مطعم "جفرا" وتذكرت ان احد اصدقائي الكرد اخبرني بافتتاحه.
كانت هناك فرقة موسيقية عربية تعزف ناس الغيوان فغنيت معهم
ـ ونزيد النبالة والخلالة على كريني
سلمنا على صاحب المطعم وقلنا له اننا سنعود مع بعض الاصدقاء.
ذهبنا الى ثانوية المدينة حيث تسكن الوهرانية التي لاغنى لي عنها حتى في الموت. نزلت وادخلتنا واصرت ان ناكل مما حضرت :سلاطة وسومون فومي وبطاطس ولحم مقلي وفواكه. كلما اردت التوقف تصر ان اكل وتقول لي :
ـ هل رايت كم نحفت؟
ـ اريد ان ابقى نحيفة
ـ تريدين الموت لكني لن اتركك، كلي هيا انا اراقبك
تراقبني بعينيها الخمريتين واكل . دخلت ابنتها الشابة مع صديقها يبدو كخرقة مطوية بعجالة، البنت تامره بنصف نظرة ويمتثل على الاقل هي تنتقم لقرون القهر الرجالي.
بدآ كزافيي دون مبررات يتحدث عن اصوله الارستقراطية ولاني اعرف افلاسه مادمت اويه منذ اسبوع عرفت ان الامر : عياقة" امام ابنة الوهرانية وانه يريد استمالتها لكن البنت تعرف ماتفعله انسحبت وتركت الارستقراطي الكاذب يتحدث عن شاطو لاطاباتير وانه وريثه ووريث ملكيات عنب للخمر وقلبت الامر ضحكا وسالته
- انت ارستقراطي والوهرانية ابنة اخت زعيم جزائري فما ذا تفعلان مع سليلة التصوف الهداوي التي لاتملك حتى ثمن علبة سجائر ماذا تفعلان معي انا لم ادفع حتى ثمن شقتي منذ شهر؟
كان الفتى يشعر بالخجل ويزداد كذبا فحدثني عن دواليب ملابسه التي لاتحد وانا انظر الى حذاء الكنفرس المهترئ الذي يلبسه منذ يوم رايته.
خرجنا من عند الوهرانية تاركين لها وقت اخذ دوش بعد يوم كامل من الاعتناء بحديقة منزلها الريفي حيث تزرع الخضروات واحاول منذ زمن ان نحولها الى دار ضيافة نكسب منها ذهبا.
وصلنا الى جفرا ثانية وسعد بنا الفلسطيني وطلبنا لائحة الشراب فقط، كزافيي لم يكن معه فلس واحد وطلب كاس ويسكي وطلبت كاس عصير مشماش اسكر به لاني لااحتمل الخمر، وجدنا دوروثي في انتظارنا بعد ان اخبرتها الوهرانية كانت معها فتلة سحاقية اتبادل معها الحديث غالبا في دكان الملابس المستعملة حيث اشتريت حذاءا كنزو حقيقي البسه للمناسبات الغالية. كارين اسمها انصرفت لتبحث عن خليلة ليلة.
اقتربت من الفرقة الموسيقية وقلت للمغنية قصيرة القامة، تلبس طربوشا تونسيا وتغني بعربية مرتبكة ،قلت لها
ـ هذا عيد موسيقى واود ان اغني لعز الدين المناصرة اغنية وهي بعنوان جفرا ومن المؤكد ان هذا سيسعد صاحب المطعم
قالت
ـ اكتبي لي الكلمات واغنيها
وقال صديقها
ـ انت لاتقرئين العربية
قلت
ـ اعطني الميكروفون واغنيها وتتبعينني
شدت على الميكرو بيديها كانني ساخطفه منها. شرحت لها انني كاتبة وان لي فرقة مسرح والغناء في المطاعم ليس مهنتي ولن اخطف مكانها في اي مطعم.
اصرت ان اكتب لها الكلمات
توقفت عن الحاحي حين انطلق مرافقها في اغنية
ـ يالرايح فين مسافر تروح تعيى وتولي
سمعتها عن الحاج العنقة
ساله عازف الكيتار وهو فرنسي
ـ هل هذا من ابداعك ام هو ريبرتوار خاص؟
فقال الرجل وهو تجاوز الخمسين ويظهر عليه الوقار
ـ انه ريبيرتواري الخاص .
فهمت القصة وابتعدت واخبرت دوروثي وقلت لها
- تابعي معي الرجل سيكذب في حقيقة ما يغنيه والسيدة لن تطلق الميكرو لحظة واحدة لي
فقالت
ـ انت قاسية
ـ لست قاسية فقط عشت في العالم العربي ثلاثا وثلاثين سنة وحضرت محاضزات سيلان لايطلق فيها الميكرو فيها الميكرو احد لاحد وتابعي السيد يقول انه يغني اغانيه الخاصة وكلها تخت تقليدي وتراث قديم لايغير حتى ايقاعه، كيف تريدين ان يصدقنا الغرب ونحن نكذب على بعضنا البعض
حضرت الوهرانية فامتلا الجو بهجة وبدى الضحك وتحادثنا عن العالم العربي وعن زيارتها الاخيرة لوهران وكيف صدمت في طنجة حيث لم تستطع ان تقوم بنقاش مفيد واحد قلت لها:
ـانسي عنك طنجة هي مسقط راسي لكنها ماخور في الهواء الطلق واستمتعي بريبرتوار هذا الرجل
استهلكنا خمسين اورو مشروبات وحلويات دفعتها لاني كنت قبضت ثمن ترجمة قضائية وقلت للفلسطيني
ـ ماذا لو غنينا جفرا؟
ـ ليس اليوم
ـ طبعا ، طبعا ليس اليوم
في نهاية الحفلة سلمت على المغنية وقلت لها ان صوتها ردىء جدا وعليها تدريبه وقلت للفرنسي ان الريبرتوار كان كله تقليدي وقال لي
ـ كان يتهيء لي ذلك
كان الرجل الوقور قد تحول الي نمر وانصرف دون توديعنا فيما الح الفرنسي على اخذ هاتفي واعتذرت لاني لااصطاد في المياه العكرة.
اخبرت الفلسطيني بامر يوم فلسطيني اهيؤه في المدينة وقال
ـ اتصلي بجمعية الميدي بيريني اما انا فمشغول جدا
هم هكذا فلسطينيوا الشتات مشغولون جدا بامورهم التجارية وحتى العودة لااعرف ان كانوا يريدونها حقا لهذا لاافهم لماذا تتعثر المفاوضات من اجل اناس لايريدون العودة .
قلت له
- لاعليك معي اناس كثيرون لتهييء اليوم الفلسطيني ولن اكون وحدي ومعي صور عن حرب غزة ستهز الراي العام والهدف هو مواطنة شرفية لمروان البرغوثي.
شارف المحل على الاغلاق وكنا وحدنا زبائن حين دعانا فلسطيني الشتات الي مشروب على حسابه وانتظرنا ان يجلس الى طاولتنا لكنه في اخر لحظة جلس الى طاولة زبونين فرنسيين طلبا ماءا معدنيا.
احسست بالقهر فهذه ليست تقاليد الاستقبال وانسحبنا واقسمت الوهرانية على عدم العودة ولعنت الفلسطينيين ابا عن جد فيما قلت لها ساعود حتى لو غرزوا خنجرا في صدري فهي قضية شعب مستعمر وانا امازيغية ولاعلاقة لي بالعرب.
عدت الى جفرا ثانية مع فيروز وابيها الذي اتى يحملها الى باريس بعد ان صممت ان ادخل مستشفى الامراض العصبية لاشفى من هذا العالم الاجرب
هي هكذا جفرا دائما وابدا ستعود في حياتي الى ان ارى وطنا حرا هناك والتقي شابا يكاد يكون في عمر ابني اسمه عبد الله الكباريتي، اطلب منه صورا عن غزة فيرسل لي صور شاب لم يغادر الطفولة بعد قبل ان يغرق بريدي بمادبة دم فلسطيني وتهجير
لا ضمير حي في العالم يستطيع السكوت عنها.
اضاءة
سنة 1982 قال الخسن الثاني ملك المغرب ان من ذكر اسم القضية الفلسطينية سيطلي بابه بالذي لايذكر وكان ذلك بسبب حضور ياسر عرفات مؤتمرا الى جانب البوليزاريو وهي حركة تحرر لما يسمى عبثا بالشعب الصحراوي وكبرت شخصيا في الحظر العملي للحديث عن القضية الفلسطينية وانجزت حولها عروضا مع اساتذة لايخيفهم الدكتاتور الى ان رفع الحظر وصار بالمغرب لجنة لدعم الكفاح الفلسطيني يتقاتل فيها الاخوة على مكتبها الوطني لما فيه من سفريات ومادبات عشاء ديبلوماسية ولم اسعى الى مكتبها الوطني يوما.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire